قراءات

قراءة لكتاب العصبية القبلية من منظور إسلامي

كتاب العصبية القبلية من منظور إسلامي هو عبارة دراسة للدكتور خالد بن عبدالرحمن الجريسي ، تناولت موضوع العصبية القبلية ببحث مفصل ميداني وقد قدم الكتاب العلامة د.عبدالله الجبرين ،الشيخ عبدالله بن منيع ،والأديب السعودي الكبير عبدالله بن خميس – رحمه الله – . وقد قال عنه العلامة الشيخ بن منيع :

” الكتاب قيم في موضوعه ، متميز في أسلوبه ، قوي بمصادره وتوثيقه ، ذو بعد قوي في دعوته إلى نبذ العصبية ، والعنصرية ، والطبقية ” .

الكتاب مقسم إلى سبع فصول تناول في الفصل الأول مفهوم العصبية في اللغة والاصطلاح ومفهوم القبيلة ثم عرج إلى مظاهر العصبية القبلية في الجاهلية والتي تتجلى في : 1- الفخر بالأحساب والطعن بالأنساب 2- الطبقية 3 – الأخذ بالثأر 4 – الحروب والنعرات 5- وهناك مظاهر أخرى منها : التحاكم إلى أهواء مشايخ العشائر – التنقص من قدر القبيلة التي لا تسعى إلى الشر ، وتكره الظلم – التفرق الحسي والمعنوي – التقليد في الباطل وإتباع الهوى . ثم تحدث المؤلف عن حكم الإسلام في العصبية الجاهلية حيث جاء متممًا لمكارم الأخلاق ، وألغى مظاهر العصبية وحذر منها وقرر المساواة بين الناس ليكون ميزان التفاضل بينهم بالتقوى .كما ألغى كل مظاهر العبودية لغير الله ونهى عن الطعن في الأنساب ، وعن التفاخر ، والتعاظم بالآباء والأجداد والمآثر والأمجاد . ثم تحدث الجريسي في الفصل الثاني عن مظاهر العصبية القبلية المعاصرة ولخصها في المظاهر التالية : 1- الفخر بالأحساب ، والطعن في الأنساب 2- الطبقية 3- عدم التكافؤ في النكاح ( عدم التزاوج) 4- المحسوبية ( المحاباة والواسطة ). فيما عرض المؤلف أمثلة واقعية لطبقية الاجتماعية من مجتمع اليمن ومجتمع نجد ، وقد خصها الباحث هذين المجتمعين كونها الأكثر تمسكًا بالعادات والأعراف القبيلة بين المجتمعات العربية. وقد أرفق دراسة ميدانية لمجتمع نجد تبحث في رأي الناس في التزاوج من غير القبيلي وأسبابه وكيفية وضع حل لمنع التزاوج من غير القبليين . في حين تم تناول موضوع الكفاءة النسبية في النكاح بين التعصب القبلي وأحكام الشريعة في الفصل الخامس ، فذكر المؤلف ماهية الكفاءة في الزواج وشروطها وخصالها المعتبرة عند الفقهاء ، ثم خصص الكاتب الجزء الثاني حديثه عن الكفاءة النسبية في النكاح ومذاهب الفقهاء في اعتبارها بالأدلة وقد ذكر الأحاديث والآثار التي أستدل بها الممانعون مع الرد عليها ومنها الأدلة العقلية . ثم عرج إلى تعريف العرف وشرائط اعتباره شرعا ومشروعية العرف القبلي السائد في اعتبار الكفاءة النسبية في النكاح والموازنة والترجيح بين فهم الفقهاء والمفهوم المعاصر ، وانتهت المسألة إلى أن الدين والخلق هي الشروط المعتبرة في الكفاءة . أما الفصل الخامس هو أحد أهم الفصول يتناول الشبه التي تعلق بها من أشترط الكفاءة القبلية في النكاح ، وقد تناول الجزء الأول الشبهات المتعلقة بفهم النصوص الشرعية مع الرد عليها ، في حين عرج الجزء الثاني إلى الرد على الشبهات العقلية . أما الفصل السادس فتناول معالجة الإسلام للعصبيات والمبادئ التي رسخها في نفوس المسلمين  ، في حين ختم الفصل السابع بتناول حلول مقترحه تضع من التوعية والتوجيه عبر المؤسسات الإجتماعية والدينية سبيًلا للتقليل من حدة التعصب .

الكتاب جميل وجيد في موضوعه كدراسة ولكنها بالطبع لن تضع حلًا سحريًا للعادات والتقاليد المتجذرة في المجتمع ، ولكن من الجيد أن تكون هناك دراسات تتناول القضايا الاجتماعية الحساسة وتقوم بعمل دراسات انثربولوجيه للتحولات في فكر الناس على مرور الزمن . والخاتمة والنتائج والتوصيات للدراسة كانت تشير إلى أن تعمق تعاليم الإسلام الصحيحة في نفوس الناس والتوجيه الديني قادر على الحد من التعصب القبلي .المجمل هو جيد وهو بحث في العصبية القبلية وعزوف القبيليين عن الزواج بغيرهم . وقد تحدث الكاتب كثيرًا عن المقارنة بين هدي الإسلام وسلوكيات الناس . بالنهاية تظل العصبية أمر متشعب في جذور الناس لايمكن نزعه أو التخلص منه بسهولة ولكن ربما كما ذكر يلعب التأثير في المنابر الدعوية والمحاضن الإجتماعية على التعصب الاجتماعي في الإختلاط مع الآخرين . تظل بالنهاية قناعة شخصية ليس من السهل تغييرها. ولكن يظل السؤال التعصب المتجذر والمتوارث منذ الجاهلية هل يمكن إزالته من نفوس من يعتقد به اعتقاد التمسك بموروثة؟ .

 

***** يستحق القراءة

 

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *