الكتابة الأكاديمية, مهارات أكاديمية

عام على الدكتوراه: مرحلة ما قبل المناقشة

عام كامل منذ ناقشت رسالتي للدكتوراه، كأنها كانت بالأمس، مر العام بسرعة البرق. قبل المناقشة بأربعة أشهر سلمت بحثي وكنت أتأمل أن يكون الموعد المحدد لمناقشتي قبل انتهاء ٢٠١٧م ولكن تم تحديد مناقشتي بتاريخ ٢٦ يناير ٢٠١٨م. على الرغم من أن الموعد لم يكن كما كنت أتمنى وفيزتي الدراسية تنتهي بعد المناقشة ب ٣ أيام، كنت ممتنة لأن حمل كبير قد سقط مع تسليم البحث وتبقى مرحلة التحضير للمناقشة. في هذه التدونية سأتطرق إلى موضوع مابعد تسليم البحث والتحضير للمناقشة.

 

٤ أشهر! كان السؤال الكبير كيف أقضي وقت الانتظار والترقب؟ الشهر الأول عزمت على أن أقضي فيه إجازة كنت قد خططت لها من فترة طويلة، بعد التسليم كانت رحلتي لإسبانيا لقضاء وقت في الأندلسية للتعرف على الآثار الإسلامية وتعلم اللغة في برشلونة. كانت ولله الحمد رحلة جميلة وموفقة تبعها قضاء بعض الوقت في السعودية وترتيب أمور السكن وعودتي المؤقتة لفترة ما قبل المناقشة.

 

قبل المناقشة بستة أسابيع فتحت الرسالة للمرة الأولى منذ سلمتها، كنت متخوفة جدًا من اكتشاف الكثير من الأخطاء المطبعية والهفوات والعيوب في ترتيب الصفحات والتنسيق. كنت قد حضرت نفسي قبلها بفترة بقراءة عدة تدوينات عن المناقشة والتحضير لها وقراءة الرسالة قبل المناقشة. قراءة تجارب الآخرين من أهم الأشياء التي ساعدتني على تقبل رسالتي وتقبل الهفوات والاعتراف بنقص عملي مهما حاولت إتمامه لحد الكمال (الكمال لاوجود له). من الصفحات الأولى قاومت الشعور برغبتي في تغيير الكثير من الجمل وتعديل صياغة الكثير من الأقسام، على الرغم من أنني قمت بإعادة صياغة وكتابة الرسالة عدة مرات ولكن الرغبة في التحسين لا تنتهي.

حين بدأت في القراءة الأولى للرسالة جهزت جدول يشمل رقم الصفحة، الخطأ أو الجملة المراد تحسينها، التحسين وملاحظات إن وجد، الصفحات الأولى كانت ثقيلة على نفسي، كنت أقرأ ببطء وأشعر بالضيق كل مرة أجد شيء يستحق التحسين وأضيفه للقائمة، ولككن بعد مرور الأيام الأولى بدأت أتكيف أكثر مع نقدي لنفسي ولكتابتي فأنجزت الكثير وبدأت أقرأ بسرعة معتلة وبشكل أفضل. القراءة الأولى كانت فقط استكشافية بعد غياب أكثر من شهرين عن رسالتي. في النهاية من بين ٧٥ آلف كلمة في الرسالة انتهت قائمتي ب ١٩٠ كلمة أو جملة أو تعديل في التنسيق يمكن أن أحسنه في النص.

 

القراءة الثانية كانت قراءة ناقدة للرسالة بدون التركيز على أسلوب الكتابة أو التنسيق، ركزت فيها بشكل أدق على الأفكار وحاولت انتقاد أفكاري والتفكير في كل الاحتمالات الممكنة التي يمكن أن ينتقد بها عملي. حاولت أن أجيب دائما على سؤال مهم: لماذا أخترت هذا الاختيار، لماذا اخترت التركيز على هذه الأدبيات، اختيار طريقة جمع الأدوات وتحليلها وكتابة الرسالة وكتابة النتائج وترتيب الفصول. ركزت على تذكير نفسي باختياراتي التي آمنت بها من البداية لتدعمني حين الإجابة على أسئلة المختبرين.

القراءة الثالثة ركزت فيها على الإجابة على الأسئلة العامة المتوقعة في المناقشات، حرصت على ربط كل سؤال رئيسي بما يقابله من إجابه مكتوبة في بحثي وتحديد مكان الإجابة في البحث واستخدام  فواصل الصفحات لتحديد كل قسم وسهولة فتح الصفحات والعودة لها، هذه نصيحة أخذتها من زميل لي ومن مشرفي (أغلب إجابات أسئلة المناقشة يجب أن تكون موجودة في الرسالة). التركيز على الموجود يساعد جدًا في التحضير لأن الأسئلة الأساسية غالبا ستكون عن ما ذكر في الرسالة. خلال المناقشة كانت أغلب الأسئلة من ما كتبته واستفدت من هذا التحديد في الأيام الأخيرة قبل المناقشة بقراءة أهم الأقسام عدة مرات وخلال المناقشة سُئلت عن سبب عدم كتابة تفاصيل معينة وأشرت إلى وجودها بالصفحة. كان من المهم جدًا أن أعرف رسالتي جيدًا و ما كتبته وأتعرف على عملي مجددًا بعد انقطاع. أخيرًا في لقاء قبل المناقشة ذكرني المشرف بأهمية أن ألتزم في نقاشي بما كتبته وفي حالة خرج النقاش عن نطاق وحدود رسالتي أعيد النقاش لمحور بحثي. مثلا خلال المناقشة سٌلت عن سبب عدم إضافة عمل كتاب معينين فأجبت بأن أساس عملي مبني على الأدبيات التي شاركتها ولو كان هناك متسع لأضفت أكثر.

رابط تدوينة المناقشة:

أما بعد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *