الكتابة الأكاديمية, مهارات أكاديمية

سلسلة رحلة البحث العلمي ٦: كتابة نتائج البحث

لا أحبذ في المدونة مناقشة الموضوعات والتي تحتاج لتفصيل واسع وتختلف حسب مجال البحث والتخصص ولكن تأتي هذه التدوينة العامة استجابة لطلب قراء للمدونة طلبوا بشكل خاص موضوع يتناول كتابة فصول نتائج البحث. ولأن هذه المدونة بدأتها لأجيب فيها عن كل نقطة حيرتني في الماضي، سأشارك شيء بسيط من تجربتي في كتابة نتائج البحث.

مرحلة كتابة النتائج هي مرحلة مهمة بعد جمع البيانات وتحليلها، وهي المرحلة التي تترجم فيها وتصاغ نتائج البحث كنص متناسق يسرد للقارئ قصة البحث. والكتابة تختلف كما ذكرت حسب الهدف منها وحسب ما ستجيب عليه من أسئلة البحث. بعض النتائج تقدم معلومات قد تكون وصفية أو تفسيرية أو تحليلية لموضوع الدراسة. قسم كتابة النتائج في البحث شكل لي تحدي كبير لأنه هو المحتوى الجديد الذي يقدمه البحث وهو الذي يجيب على أسئلة البحث. كنت متخوفة حتى النهاية وحتى قبل المناقشة من آراء المختبرين وكنت متوقعة أن هذا القسم سيثير الكثير من الأسئلة و يتطلب الكثير من التعديلات. الحمدلله في المناقشة أخبرتني المختبرة أن طريقة السرد كانت ممتعة في القراءة. كانت شهادة جميلة في نهاية هذه الرحلة والمرحلة التي كان الشك والتردد دائما رفقي. 

 في بحثي استخدمت منهجية اثنوجرافية في جمع بيانات البحث وهي تعني الاندماج في بيئة الدراسة وجمع البيانات يشمل عدة مصادر منها: ملاحظة، تدوين، مقابلات، تسجيلات. مرحلة الكتابة كانت خليط من التحليل والكتابة. كنت أن أكتب وأدون بشكل مستمر حتى استفيد من الأفكار في تطوير التحليل حتى الوصول للصيغة النهائية والتي لم تكن واضحة في البداية (وهو الدرس الذي تعلمته عدم وضوح النهاية في البدايات هو جزء من عملية البحث، لو كانت النهاية واضحة من المسودة الأولى ما كان للبحث أهمية). لذلك كانت المسودات الأولية في كتابة النتائج هي فرصة لي لتنفيذ النتائج ومناقشتها والتركيز على الأهم والأبرز فيها في نقاشاتي مع المشرف.

لمعلومات أكثر عن البحث الإنثوجرافي اضغط هنا

لكل فصل كنت أبدأ بكتابة جزء يسير لا يتجاوز ١٠ صفحات ثم أرسله للمشرف واجتمع معه لمناقشة الملاحظات التي تركها على المسودة ثم في المرحلة التي تليها كنت أبني بقية الفصل على ما اتفقنا عليه مع استمرار التطوير والمشاركة مع المشرف والاجتماعات لمناقشة التعديلات.

كل فصل تقريبًا كتبته على مرحلتين أو ثلاث مراحل (الهدف ما يقارب ١٠ الآلاف كلمة تقل أو تزيد حسب الفصل) وراجعت محتوى كل فصل قبل الانتقال لفصل جديد (مرحلة كتابة فصول النتائج). بعد الانتهاء من كتابة كل الفصول في مرحلة الكتابة عدت لكل الفصول وراجعتها من جديد (مرحلة التعديلات والتنقيح لمسودة البحث) وهي المرحلة الأخيرة قبل التسليم. فصول النتائج كانت تشكل ٦٠-٦٥٪ من البحث (٥٦ آلف كلمة) مقسمة كالتالي:

  •    فصل ملاحظات في الفصل الدراسي
  •    فصل مقابلات جماعية
  •    فصلان مقابلات فردية

المنهجية التي اتبعتها لكتابة فصول نتائج البحث:

  • عنوان الفصل: 

حرصت من البداية أن يكون لكل فصل عنوان وهيكلة واضحة (مشرفي نصحني بوضع عنوان لكل فصل ولو بشكل مبدئي من أول مسودة)، اتباع هذه النصيحة ساعدني في تنسيق كل فصل على ال Word بشكل مرتب والحرص على أن يكون الفصل يعكس عنوان الفصل بشكل دقيق. 

  • دليل المحتويات 

بعد كتابة المقدمة وكتابة بعض الأجزاء وضعت جدول المحتويات والذي يتحدث تلقائيا مع تطور الفصل، دليل المحتويات كنت استخدمه كدليل للفصل يسهل علي وعلى المشرف معرفة محتوى الفصل وإعادة ترتيبه حسب الحاجة.

  • المقدمة

 بدأت كل فصل بكتابة “المقدمة” وحتى ولو كانت المقدمة لا تعبر بشكل واضح عن المحتوى في المسودات الأولية (بعد الانتهاء من كل مسودة كنت أعيد صياغتها وتنقيحها وهي فرصة للتأكد من أهداف الفصل ومدى تركيزه على تحقيق الأهداف) ٠ المقدمة اشتملت على هدف الفصل، سؤال البحث الذي سيجيب عليه الفصل ونوع البيانات التي جمعها ومن هن المشاركات وماهي أبرز الموضوعات التي سيتم طرحها وكيف حللت  وعرضت النتائج (طريقة التحليل والعرض نقلتها لاحقًا لفصل المنهجية)، كنت دائما أذكر نفسي بمقولة (Patrick Dunleavy):” المقدمة مهمة لأنها مؤشر أن الكاتب لديه فكرة عن المحتوى الذي يريد الكتابه عنه”. كان من المهم أن أحدد ماذا يقدم هذا الفصل بشكل مبسط وليس محدد عن المعلومات أو الأفكار التي ستكون الأبرز فيه.

  • عناوين رئيسية وعناوين فرعية
  1. الموضوع الأساسي: عنوان أساسي
  2. الموضوع  الفرعي: عنوان فرعية 

*الموضوع theme ، بنيت عناوين الفصول على أبرز الموضوعات التي استخلصتها من التحليل (كتابة العناوين في البداية كانت مؤقتة وتطورت مع الوقت، بينما دمجت وحذفت بعض العناوين بعد اكتمال الفصل). كانت نصيحة مشرفي ألا أبالغ في التفرع في الموضوع والاكتفاء بترقيم مستوين أو ثلاث مستويات بمعنى موضوع رئيسي وموضوع فرعي). وحرصت على الكتابة والتنسيق برقم الفصل والعنوان لكل فصل مثلا: ٦.١: تأثير الاختبار في تعلم الطالبات) 

  • الخاتمة

الخاتمة كانت ملخصًا لأبرز النتائج وتعريف مبسط بالفصل الذي يليه (لتسهيل ربط القارئ بين الفصول والنتائج). في الخاتمة لم أسرد كل النتائج بل اخترت أبرز ٣ نتائج في الفصل للتركيز عليها والتأكيد على أهميتها وربطها بنتائج الفصول الآخرى. ثم في فصل مناقشة النتائج دمجت أبرز النتائج من كل فصل مع التفسير وربطها بالأدبيات.  

المصادر:

(للتنويه فائدة المصادر تختلف حسب مجال البحث وأهدافه والأسئلة التي يجيب عليها البحث وطرق التحليل المتبعة)

  1. تحليل الملاحظات في الفصل الدراسي

٢- تحليل المقابلات 

التدوينات السابقة

سلسلة رحلة علمية 1: تقديم طلب الرحلة العلمية

سلسلة رحلة علمية 2: أدوات الرحلة العلمية

سلسلة رحلة علمية 3: كتابة وتوثيق الملاحظات

سلسلة رحلة علمية 4: مابعد الرحلة العلمية

سلسلة رحلة علمية: تحليل النتائج

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *