ناهد المانع “بطلة المبتعثات”

يوم الثلاثاء المنصرم ظهرًا استرقت النظر على الفيس بوك ولمحت رسالة من جامعة ايسيكس تبدو فيها إشارة لحادثة في الجامعة أجلت مشاهدتها للمساء. وفي المساء كانت المفاجأة في تويتر مع انتشار خبر وفاة مبتعثة طعنًا وهي في طريقها للجامعة . انتشرت الأخبار بشكل سريع عن ناهد المانع -رحمها الله- شهيدة العلم وأستاذة الأحياء بجامعة الجوف والتي ابتعثت لدراسة مرحلة الدكتوراة في بريطانيا.  .لم أكن أتخيل في لحظة أن الجامعة التي درست فيها خلال مرحلة الماجستير ستحدث فيها فاجعة ، استحضرت  قول الرسول – صلى الله عليه وسلم – : ” من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة “. ناهد رحمها الله سلكت طريقها إلى الجنة وهي في سبيل الله ، كانت مشروع  عالمة سعودية شهد لها أساتذتها في معهد اللغة بهدؤها ومثابرتها وتقدمها الملحوظ في دراسة اللغة الإنجليزية وقد حصدت على أعلى درجة بين زملائها في آخر اختبار لها قبل رحيلها ، ناهد رحمها الله كان يفصلها عن بداية رحلة الدكتوراة 3 أشهر ولكن أراد الله لها أن تنال شهادة العلم وأنت تكون مثال وقدوة .

في السابق لم يكن لنا نحن المبتعثات قدوة وهذا الأسبوع تعرفنا على ناهد وهي المثال والقدوة والبطلة التي واجهت الكثير من التحديات لتواصل حلمها . ناهد آمنت بحلمها وقدراتها مثل الكثير من الفتيات السعوديات وعاشت الحلم حتى آخر لحظة وكانت شجاعة واثقة من خطاها ثابتة على قيمها وهذا هو المثال الذي تحتاجه المبتعثات. ماحدث لناهد من طعن غادر هزنا جميعًا ،غير الكثير في دواخلنا ، فتح أعيننا على الكثير من التفاصيل ولفت الانتباه للكثير من القضايا الغائبة عن البال. جامعة ايسيكس أقامت العزاء في حرم الجامعة ، تكريمًا للطالبة التي رحلت وهي في طريقها لطلب العلم، تقول صديقتي أروى :”كان الحضور كبير في العزاء الذي أقيم في حرم جامعة ايسيكس وسط بكاء غالبية الحضور وكلمات مؤثرة “. ناهد أبكت ولامست مشاعر من لايعرفها في الجامعة والعزاء في رحيلها للجميع. ناهد غابت بجسدها وستظل باقية بيننا للأبد بروحها نسأل الله أن يجمعنا بها في مستقر رحمته. الله يرحم ناهد المانع ويجعل كل خطوة خطتها في طلب العلم خطوة لصعودها في أعلى منازل الجنان. 

صفحة تلقي التعازي التي خصصتها جامعة ايسكيس 

http://blogs.essex.ac.uk/essexspirit/2014/06/20/condolences-for-nahid-almanea/#comment-1469