منذ 2010م وكنت أتمنى المشاركة في المناسبة السنوية النسائية التي ينظمها مركز أبحاث السرطان في بريطانيا “Race for Life” . كنت دائما أود أن أكون جزء من هذا المشروع الجبار الذي يدعم التوعية والتبرع لدعم الأبحاث . نحن كأفراد أقل واجب قد نقوم به لنقاوم الأوبئة والأمراض الخبيثة دعم العلم ودعم تقدم الأبحاث وتوعية الأفراد .
كنت أنتظر موعد سباق من أجل الحياة من فترة طويلة فلا أريد تفويت هذه الفرصة والمشاركة . قمت بالتسجيل عبر الموقع وبعدها بعدة أيام وصلني على بريدي مظروف يحتوي على رقمي في السباق، ورقة لأكتب فيه من أجل من سأخوض السباق ومطويات خاصة بالسباق والتحضير له . اخترت أن تكون مشاركتي من أجل ريما نواوي وريما وحدها لأنها رحمها الله كانت شخصية ملهمة ، عاشت فترات طويلة من المرض وهي تحمل بالأمل في الشفاء . هذا الأمل الكبير في قلب ريما انتقل للكثير ويحفزنا جميعًا لنحلم ونأمل بأن العلم سيضع نهاية لمرض السرطان كما انتهت الصراعات مع أمراض وأوبئة في الماضي.
اعتبر هذا اليوم من أفضل أيامي هنا في بريطانيا ، استقلينا الباص الأخضر الساعة العاشرة صباحًا ، وهو باص يحمل اسم الحديقة وخاص بالتوصيل من وإلى الحديقة مرورًا بعدة مناطق . بمجرد وصول الباص إلى الحديقة شاهدت الجموع القادمة من كافة الاتجاهات ترتدي الزي الوردي وصلنا إلى الحديقة والتقطت هذه الصور ويظهر فيها تجمع الناس من كل مكان ، مكان خاص لجمع التبرعات في الخيمة الزرقاء وهي تبرعات من الجمهور يجمعها المركز بكافة أشكالها وألوانها من ملابس وأدوات وغيرها كما يظهر في الصورة الثالثة دورات المياة الزهرية -أكرمكم الله – .
البداية كانت مع مقدمي السباق في المسرح الذين حرصوا على التفاعل مع الجمهور ، وقد كان هناك عدة متحدثين منهم باحثة في مركز أبحاث السرطان بجامعة نيوكاسل، وعروس فقدت أمها خلال تحضيرات الفرح فحضرت بثوب زفافها لتشارك قصتها.انتقل بعدها لفقرة التسخين مع مدربة قامت بتطبيق عدة تمارين للإحماء والاستعداد للسباق . ثم تم تقسيم المتسابقات إلى فئات ثلاث :
1- المشي
2- المشي والهرولة
3- الجري
طلب من كل فئة التوجه نحو الراية التي يرفعها أحد المتطوعين وتحمل اسم الفئة وتم التقسيم خلال دقائق معدودة بسهولة وتوجهنا إلى مكان البداية. كان عدد المتسابقات يتجاوز 1700 متسابقة بين سيدة شابات ومتقدمات في السن ومقعدات في كراسي متحركة وفتيات ومراهقات وأطفال رضع مع أمهاتهن المشاركات وبعض المشاركات مع كلابهن 🙂 . كان الجو جميل واجتماع النساء من كل المراحل العمرية رائع جدًا. كما كان هناك دعم من جمهور رائع .
التقطت هذه الصورة وسط الجموع المنتظرة لبداية السباق ، هذا الجمع الكبير جدًا في الواقع كان في غاية التنظيم وتبعت كل مجموعة حامل رايتها لنقطة الانطلاق وكانت البداية مع فئة الجري ثم فئة الهرولة والمشي ثم فئة المشي. والهدف قطع 5 كيلو حول الحديقة في مسارات محددة. وخلال مشينا باتجاه المسار التفت إلى سيدة بريطانية متقدمة في السن وتسألني هل سبق واتيت للسباق فأخبرتها أنها المرة الأولى وأخبرتني أنها المرة الخامسة التي تحضر فيها . ثم التفت لابنتها لتخبرها بأني حضرت للمرة الأولى . ثم أخذت تقدم لي بعض النصائح لقطع المسافة بأمان 🙂 وأخذت تقول أمشي في منطقة الارتفاع وهرولي في منطقة الانخفاض ونصحتني بشرب الماء ثم بعدها بدقائق بدأت الجموع تتفرق مع بداية السباق 🙂. وقد كانت هناك علامات إرشادية طوال الطريق مع متطوعين وأمن الحديقة وبعض الزوار ، والكل يصفق بحرارة ويثني على المشاركة ، هذا التصفيق والتشجيع كان دافع جميل ، ومن أجمل مارأيت أم وطفليها على جانب الشارع واقفين يصفقون :).
بعد خط النهاية كان هناك متطوعات قدمن لنا الماء والفطائر وميدالية و ورقة تثبت إنهاء السباق . بعدها قمنا بتعليق قصص مشاركتنا والتي تحمل اسم الشخص الذي شاركنا من أجله . وانتهت الرحلة باستقلال الباص والعودة إلى المنزل 🙂 مع ذكريات لاتنسى .
خريطة الحديقة وتبدو كبيرة ومناسبة لعدة أنشطة
أضف تعليق