أحمد الشقيري .. عنده حلول

كما هي العادة في كل عام يطل علينا خواطر وأحمد الشقيري ويكثر الجدل بين مؤيد ومعارض ومحايد . كل عام تندفع كل فئة للدفاع عن الشقيري أو الاندفاع نحو نقده ونقد برنامجه . هذه العام بدأت الموجه بتغريده في تويتر تقول :لماذا يطالب الشقيري التجار بخفض الأسعار وهو يبيع الماء بست ريال . تحمس المعجبون للدفاع بينما وجد بعض ممن لا يتفقون مع أفكاره فرصة للمحاسبة والمطالبة بتوضيح هذا الجانب . من وجهه نظري لا يهم كثيرًا كيف وأين يصرف الشقيري دخل الأندلسية وليس من حق المتابع أن يسأل عن تفاصيل كسب وإنفاق الشقيري لأن هذا الأمرمسألة خاصة و لايمكن أن يتحول لمحاكمة عامة ! . هل يرضى أحدنا أن يُسئل عن دخله ومصروفاته ؟

* صورة من أرشيفي الخاص : أحمد الشقيري يتحدث في حفل تدشين رحلة البحث عن الذات

أشعر أحيانا أن مساحه الاختلاف والجدل حول موضوع كأسعار الأندلسية تتسع ،لأن هناك أطراف يبحثون عن طرف يخضع لنقدهم ومحاكمتهم .زيارتك للأندلسية والاستفادة من خدماتها هو قرار شخصي ليس إجباري  . الماء الذي يقدم في الأندلسية بسعر ست ريالات ليس قضية وطنية ستضر المواطن ، بل هي خدمات مقدمة لطبقة معينة تحرص على زيارة المكان. لاحظت في بعض النقاشات وجود خلط بين مطالبة التجار بعد المغالاة في السلع مختلفة ، وبين مهاجمة الشقيري على بيع ماء في مقهى خاص بسعر يحاكي أماكن عامة نحن نجبر على المرور والانتظار فيها.فمثلا في مطار الملك عبدالعزيز الدولي سعر قانينه الماء 5 ريالات وسعر المشروبات الغازية 7 ريال وهي أسعار تحاكي الأندلسية في قطاع حيوي وفي مكان محتكر في ارض المطار. العام الماضي كنت مسافرة من جدة إلى لندن واكتشفت أني لا أملك أكثر من 3 ريالات سعودية وأخي نسى محفظته . ومع تأخر الرحلة لساعات طويلة تجاوزت ست ساعات ظللت أنتظر رحلتي بدون ماء وهو شيء رئيسي واساسي في المطار بأسعار مناسبة وليس في مقهى خاص! الكثير ممن يهاجمون الشقيري على عبارته أتمنى أن يوضحوا لنا هل هذه هي المرة الأولى التي تقابلهم أسعار كهذه ؟ أليس الكثير من المقاهي العالمية والمطاعم تقدم المأكولات والمشروبات بأسعار مماثلة؟ لما لم يتم انتقادها بنفس الطريقة المنظمة ؟ و ماهي المشكلة الكبرى في أن يكون دخل الأندلسية للشقيري مثله مثل أي تاجر أو داعية؟ آم أن كل شخص يحاول أن يقدم فكره أو دعوه لابد وأن يتم ” نبش” كل تفاصيل حياته ومصادر مصروفاته !

فكرة مقارنه الاسعار والوقوف في وجه الغلاء جميلة ولكن حين تكون موضوعية ولاتكن استهدافية لأشخاص معينين لتحقيق أهداف معينة. قد يقول قائل ” ما يمدح السوق إلا اللي رابح فيه ” وأقول : لم أكتب عن هذا الموضوع إلا لإيماني بأن الدفاع عن عرض المسلم واجب وحين يكون عن شخص أعرفه حق المعرفة فهذا أولى . في عام 2007 دشنت كتيبي الأول رحلة البحث عن الذات في الأندلسية . وجدت الدعم والتقدير من مديرة المقهى وصاحبه دون دفع أي تكاليف لهم بل على العكس إيرادات كتابي من الأندلسية هي الأفضل على مستوى الموزعين .وكان بنر كتابي ثابت في المكان دون دفع أي رسوم ، بالإضافة إلى دعم الشقيري بتعريف ضيوف المقهى بإصداري وهو ما حدث ذات مرة حين كنت أحضر مناقشة ولم يكن يعلم بحضوري ! . مقهى الأندلسية يقع في شارع الأمير سلطان في جدة ، في أرقى المناطق ويعتبر أول مقهى ثقافي حقيقي في جدة . طبيعي ستكون أسعاره تغطي تكلفه المقهى.طراز المقهى وتصميمه وقائمته وخدماته راقية جدًا. أصبح مقهى الشقيري لسنوات خيار أمثل لمجموعات القراءة والدورات والمناسبات الثقافية كتدشين الكتب دون تكلفة على صاحب المناسبة. وكنت ولازلت أجده مكان مريح ويستحق التكلفة ويستحق أن أدفع لأجلس فيه وأتمتع بخدماته .

أما فيما يتعلق ببرنامج وفكر أحمد الشقيري. هو يشخص يعمل ويعمل بجد على أرض الواقع وفي برنامج سنوي لتحسين واقعنا، سواء من خلال خواطر أو لو كان بيننا ، وإن لم أكن أتفق معه في كل تعليقاته وتعليلاته لعللنا يظل يقدم شيء راقي . لو ظل الشقيري يمدح كل كبيرة وصغيرة دون أن يطلعنا على يذكرنا بنواحي القصور كيف سنتطور؟ .أحمد الشقيري تبني مشاريع توعوية على أرض الواقع بالمحاضرات والندوات في المناسبات العامة والجامعات ، قام تبتني الكثير من الشباب المهتمين بالتطوع والتأليف ، ووفر لهم المكان لتبادل الافكار والخبرات وتعريف أنفسهم للناس . كما يدعم مصاريف بعض الطلبة الأجانب في الجامعات .  أنت الذي تنتقد هل حركت شيئا ما في الأمة أو الشباب؟ قبل أن تهدم عمل قائم وشخص عامل أسال نفسك هل قدمت شيء؟ هل حاولت بشكل أفضل منه؟ عندك حلول؟ إذن قدمها . الشقيري يخطئ ويصيب ويكفيه أنه يعمل ويحاول وعنده حلول . ولكن أنت المترصد المتصيد ماذا قدمت؟ أتمنى أن ندعم الفرص والمحاولات والمبادرات بدلًا من التحبيط والهدم . نحن بحاجة لتكاتف وعمل حقيقي . لا للتقليل من كل عمل قائم. دمتم بخير وموضوعية.