الكتابة الأكاديمية, مهارات أكاديمية

عن الكتابة الأكاديمية ٢

سأتناول بإذن الله بشكل مبسّط ماهية الكتابة الأكاديمية وسبل تطويرها وإدارتها خلال رحلة كتابة بحث علمي. من المهم الإشارة في البداية إلى أن خصائص الكتابة الأكاديمية قد تختلف نوعًا ما بين التخصصات والجامعات والدول.

سنركز اليوم على الخصائص والمسلمات العامة للكاتب الأكاديمي. ونبدأ بالسؤال من هو الكاتب الأكاديمي؟

-الكاتب الأكاديمي يكتب لجمهور محدد يشمل الأكاديميين والباحثين والمؤسسات الأكاديمية والبحثية أي المجتمع العلمي.
-الكاتب الأكاديمي مفكر يقظ يبحث عن المعرفة ويسعى لإضافة لبنات لبناء المعرفة الموجود مسبقا.
-الكاتب الأكاديمي جاد وموضوعي يغلب المسلمات والآراء والحجج المقنعة والمدعمة بالأدلة.
-الكاتب الأكاديمي يبتعد عن الهزل والسخرية والآراء الشخصية والعاطفية والمتحيزة والانتقائية.
-الكاتب الأكاديمي صادق وواضح وأمين ومسئول عما يكتب.
-وحتى يكون صوت الكاتب الأكاديمي مسموع ،يجب أن تكون كتابته متناسبة مع نسق ومتطلبات وشروط الكتابة في الوسط العلمي.
-الكتابة الأكاديمية تعتبر لغة أجنبية لذلك يتعلم الباحث أساليب وطرق وخصائص الكتابة في مجال تخصصه.

مقومات الكتابة الأكاديمية الجيدة: 

( البساطة , الوضوح , الإيجاز , الإثراء المعرفي )

1-البساطة: تعني البساطة في طرح واستعراض المعلومات، البساطة تساعد القارئ على فهم الكاتب.

٢- الوضوح: لابد أن تكون الأفكار المطروحة واضحة للقارئ حتى يتمكن من قراءة وفهم النص.

٣- الإيجاز: الإيجاز في طرح الأفكار والابتعاد عن الإسهاب والتكرار لأنه يملل القارئ ويضعف النص.

٤- الإثراء المعرفي: لا يكتمل نص جيد إلا بمحتوى جيد ومشوق يضيف للفهم والمعرفة في مجال البحث.

مما سبق طرحه نلخص أن الكتابة الأكاديمية تتسم بالرسمية، الدقة، الوضوح، الموضوعية، العقلانية، والأمانة. كما تتسم باللغة العلمية ،السلامة اللغوية، الطرح المنظم والمترابط، البعد عن التحيّز والتعميم، مدعمة بالاستشهادات.

 

مرحلة الكتابة الأكاديمية تتضمن عدة مراحل جوهرية تتلخص في هذهِ الصورة :

مراحل الكتابة الأكاديمية تشمل:

١- قبل الكتابة ٢- المسودة ٣- المراجعة ٤- التنقيح ٥- النشر

1-مرحلة ما قبل الكتابة: هي مرحلة جوهرية في التخطيط والقراءة وصياغة الأفكار وتدوينها وتلخيصها رحلة الكتابة تبدأ من مرحلة التخطيط والقراءة فأحرص على تلخيص ما تقرأ لتوفير الوقت والجهد لاحقًا القراءة الواعية اليقظة بالأسئلة والتحليل تساعد على الكتابة الفعالة.

٢- المسودة: رحلة الكتابة قد تتضمن كتابة عدة مسودات حتى تصل الكتابة لمستوى من القبول.

كتابة المسودات قد تكون مضنية وطويلة تحتاج إلى عزيمة وصبر وإلهام.
طور أسلوبك في الكتابة بقراءة مصادر جيدة ودراسة أسلوب وخصائص الكتابة ثم جرب محاكاة النص بأسلوبك الخاص.
لا تقارن مسوداتك الأولى بمقال علمي منشور، تذكر أن المقالات قد مرت بالكثير من مراحل التدقيق والمراجعة والتحسين.
أكتبت مسودة وتشعر بعدم الرضا؟ أكتب أكثر لتصبح كاتب أفضل، الممارسة تقودك للإتقان.

اكتُب بدون حدود في المسودات الأولى، لا تفكر في التصحيح او التدقيق أو تقويم الأفكار. فكر في كتابة أي شيء.

٣- المراجعة: هي مرحلة مراجعة الأفكار والجمل والمفردات وتقييمها وتحسينها وتطويرها.
أكتب اليوم وراجع غدًا أو بعد غد. قيم النص وراجع الجمل والأفكار أو أعد ترتيبها.
استبدل المصطلحات العامة بمصطلحات أكاديمية، الجمل المقطوعة بجمل تامة، الاقتباسات الكثيرة بالتلخيص … الخ
أعد كل مراجعة أترك بعض الوقت لمراجعة جديدة ولكن لاتسرف في مراجعة النصوص حتى لاتصل لمرحلة تفقد فيها روح النص.

٤- التنقيح: وهي المرحلة التي تتأكد فيها من السلامة اللغوية للنص واستخدام الكلمات المناسبة ومراجعة توثيق المراجع.
أبحث عن نموذج يساعدك في التنقيح أو أنشئ نموذجك الخاص لمراجعة الأخطاء الشائعة.

إذا كنت تجد صعوبة في التنقيح استعن بمدقق جيد وأمين لمساعدتك في خروج النص بصورة أفضل
تذكر الانطباع الأول هو الانطباع الأخير فلا تسلم عملك بدون تنقيح دقيق ومتأني.

٥- النشر: قد يكون إرسال العمل للمشرف أو لمجلة علمية لاتتردد في تسليم عملك حرصًا على الكمال
دائما هناك فرصة للتطوير والتحسين مع الاستفادة من النصائح التي سيقدمها لك المشرف أو المحرر.

وأخيرًا لكتابة أفضل، أبحث عن صوتك وحاول وجرب وتعلم حتى تصل لمرحلة الإتقان.

 

للاستزادة عن الكتابة الأكاديمية:

– مرجع باللغة العربية لفهم الكتابة الأكاديمية وخصائصها اللغوية :-

http://www.nauss.edu.sa/Ar/CollegesAndCenters/HighEducationCollege/CollegeActivities/act10102011/Documents/009.pdf …

http://www.uefap.com/writing/feature/featfram.htm

http://www.samar-almossa.com/blog/p/1899  

 http://www.samar-almossa.com/blog/p/4383

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *