اللقاء الأول مع المشرف الدراسي

مرحلة الدراسات العليا تختلف عن المراحل التي تسبقها لوجود عدة عوامل منها أنها مرحلة يتعزز فيها التعلم الحر والاعتماد على الذات والاستقلالية في الطرح مع العمل جنبًا إلى جنبًا مع الخبراء في هذا المجال. المشرف الدارسي هو أكثر شخص يتعامل معه طالب الدراسات العليا وبالذات في مرحلة الدكتوراة ، هناك من يرى المشرف هو بوابة الحصول على الدرجة العلمية وهناك من يراه أنه هو المساعد والمرشد والموجه للبحث وهناك من يرى أن دوره أقل بكثير. دور المشرف وعلاقة المشرف مع الطالب من ضمن المواضيع التي تحرص دائما عمادات الدراسات العليا في الجامعات على متابعتها والتأكيد عليها لضمان حصول الطالب على حقه من الإشراف والتوجيه والدعم الذي يساعده في التدرج في رحلة الحصول على الدكتوراه وضمان قيام المشرف بواجبه على أكمل وجه .

أول لقاء مع المشرف هو لقاء مهم كأي لقاء مع شخص ستعمل معه ولم تقابله من قبل ، الانطباع الأول مهم جدًا لأنه يبقى في الذهن ، في هذا المقال سأتحدث عن التحضير لهذا الاجتماع من وجهه نظري  كطالبة. يمر على المشرفين عدد كبير وكبير جدًا من طلبة الماجستير والدكتوراة منهم من يستمر معهم منهم من يطلب تغيير الإشراف ومنهم من ينسحب من الدراسة تمامًا. إذن هناك صور نمطية يعرفها المشرف جيدًا عن سمات الطالب المجتهد ، المهتم ، المتحفز لدراسته ، المنتظم المنضبط أو عكسه. بعض المشرفين يذكرون أن تصرفات وسلوكيات الطالب تدل بشكل كبير على اجتهاده من عدمه ، هذا الشيء وارد  في الحياة اليومية سلوكيات الشخص وتصرفاته  تجعلنا نكون صور معينة عنه. وفي مرحلة الدكتوراة بالذات حجم الجهد والعمل الذي يحتاج الطالب بذله يجعل المشرفين المتمكنين يبحثون دائما عن نماذج معينة من الطلبة . هناك حالات رفض فيها المشرفين الاستمرار مع طلبة  أو طلبة رفضوا الاستمرار مع مشرفين لذلك اللقاء الأول فرصة لتعارف الطرفين وتحديد الاهتمامات والتطلعات.

إذا كنت قد انضممت حديثًا للجامعة ولم يسبق لك مقابلة مشرفك ، بادر بمراسلته وأخبره بوصولك وإنهائك لإجراءات التسجيل وتتطلع للقائه ، أجعل رسالتك الأولى توضح  رغبتك في مقابلته أو التعرف عليه وأتبع صيغة المخاطبة المناسبة للمؤسسة التعليمية التي تنتمي إليها. إذا حدد لك مشرفك موعد للقاء إبداء بتجهيز أجندة الاجتماع الأول أكتب كل ما يدور في بالك من أسئلة وكل ما تريد معرفته عن دراستك ومتطلبات القسم والجامعة. أجندتك قد تشمل :

 

*  توقعاتك  من المشرف والدراسة والجامعة أو ما تود إنجازه خلال سنوات الدراسة : التدريس في القسم، النشر العلمي، المشاركة في مؤتمرات .

*  المجال البحثي الدقيق الذي تود التركيز عليه.

*  النظام المفضل للمشرف في الاجتماعات ومواعيدها.

*   معرفة المواعيد المهمة في القسم : مواعيد اختبارات الترقية ، إنجاز فصول البحث، تسليم البحث.

*   العلاقة بين المشرف الأول والثاني وكيفية تقسيم عبء الإشراف بينهما .

*   معرفة المسئول عن الخطابات والأمور الإدارية بالقسم : ليكتب لك الخطابات التي تحتاجها، بعض المشرفين يفضلون القيام بهذه المهمة بأنفسهم والبعض يحيلها للسكرتارية.

*   المجموعات البحثية بالقسم أو المحاضرات أو المواد التي يمكن حضورها الاستفادة منها.

*    تحديد الاحتياجات التدريبية خلال السنة الأولى.

*    تحديد الأدوات التي قد تحتاجها أو الجهات التي تتواصل معها.

*    كتب ومصادر يمكن البدء بها.

*    موعد الاجتماع القادم.

 

مايدور في الاجتماع مهم جدًا بنفس أهمية التحضير له لذلك : 

1-      جهز للتعريف بنفسك بمعلومات عامة ومعلومات تخص دراستك السابقة وعملك وتخصصك واهتماماتك البحثية .

2-      إذا بدأ المشرف يتحدث في موضوع البحث أسمع وأنصت ودون أكثر مما تتحدث وتناقش في الموضوع ، بعض أشهر قليلة قد تقدر هذا الصمت.

3-      لا تحاول أن تسابق المشرف في استعراض معرفتك بالموضوع والتخصص لأنه في هذا الوقت الذي بدأت فيه الدراسة هو يسبقك بخبرات طويلة فمن الأفضل ترك المجال له ليوضح المعلومات الهامة.

4-      أحرص على أن تعرف كل مالك و ما عليك بطرح الاسئلة والاستفسارات .

5-      إن لم يكن تم تعين مشرف ثاني ، أسال متى سيتم تعيين مشرف ثاني و ما هي طبيعة العلاقة وهل ستكون جميع المراسلات ثلاثية .المشرف الثاني مهمته ليست فقط الإطلاع على عملك أو المشاركة بخبرته بل تمتد لوسيلة  لمراقبة جودة في الإشراف .

6-      ألتزم بالموعد المحدد لك للقاء المشرف ، تجنب التأخير في الحضور لأن التأخير في أول اجتماع قد يؤدي مؤشر غير جيد. أيضًا الالتزام في حضور المحاضرات وغيرها يصنع فرق .

7-      عامل المشرف كما يعاملك ، تعرف على شخصيته اللقاء الأول فرصة لتعرف هل هو جاد وصارم آم مرن آم لين وودود.

8-      أطلب مراجع مصادر من مشرفك من باب الاستزادة أو توجيه القراءة في البداية، ولاتنسى الحرص على حديد موعد للاجتماع القادم وما ستنجزه خلالها مثلا قراءة مصادر معينة ، تنقيح خطة البحث وما إلى ذلك.

 

وأخيرًا هذا كل مالدي اليوم، تختلف بالطبع التجارب والخبرات بين الجامعات والتخصصات وحتى الشخصيات لذلك شاركوني خبراتكم  وتجاربكم.