مهارات أكاديمية, يوميات أكاديمية

الدراسة والتأرجح بين الحماسة والخمول

أحيانا تكون رحلة الدراسة والتعلم طويلة فيشعر المتعلم في منتصف الرحلة بالخمول أو الملل والتعب . في مرحلة الدكتوراة العمل على موضوع واحد وبشكل مركز يجعل الشتات والشعور بالفتور يزداد. قبل الإجازة حضرت دورة قدمتها عمادة الدراسات العليا عن التحفيز وكيف يمكن التغلب على فترات الشعور بالتعب والفتور التي قد تحد من الإنجاز. طلب منا المحاضر نضع المحفزات الذاتية والخارجية التي دفعتنا للدراسة ثم المحبطات الداخلية والخارجية. ومن ثم كتابة حلول ماذا يمكن أن نفعل إذا غابت المحفزات أو كثرت المحبطات كيف يمكن الموازنة بين الموجود والمفقود. كانت ورشة عمل أغلبها نقاش مجموعات ومشاركة مثرية.

منذ دخلت في عالم دراسة الدكتوراة ودائما ما أقراء أو يتردد على مسامعي أن هذه الرحلة طويلة تخبو فيها الحماسة أحيانا تجاه موضوع البحث لذلك ينصح دائما باختيار موضوع محبب للنفس ولكن ماذا بعد مرور فترة من التعايش مع الموضوع المحبب؟ يرى البعض بأن هذه الفترات التي يغيب فيها الحافز هي فترات طبيعية .في الدورة طلب منا المحاضر الإجابة على الاسئلة التالية :

ما هي المحفزات الداخلية التي على أساسها اتخذت قرار الدراسة/ البحث؟

أمثلة لإجابات:

  1. حب التعلم
  2. الاهتمام بموضوع البحث

من الضرري أن تسأل نفسك دائما لماذا اخترت هذا الموضوع أو لماذا خططت لدراسة الدكتوراة؟ لماذا يهمك هذا العمل الذي تقوم به ؟ وماذا سيضيف لك ؟

ثم أسال نفسك ما هي المحفزات الخارجية لقيامك بالبحث؟

أمثلة لإجابات

  1. العينة المستهدفة
  2. الأهل والأصدقاء

ما هي المحبطات الداخلية التي تواجهها؟

أمثلة لإجابات

  1. الشعور بالملل
  2. التعب

ما هي المحبطات الخارجية التي تواجهها؟

أمثلة لإجابات

  1. التعليقات السلبية
  2. الأشخاص السلبيين
  3. عدم تجاوب المشرف وتعليقه على البحث/ تعليق سلبي من المشرف.
  4. ظروف شخصية

ما هي الأسباب التي تمنعك من الدراسة /العمل في البحث؟

أمثلة لإجابات

  1. الشعور بالملل
  2. الإحباط
  3. الملهيات ( شبكات اجتماعية ألعاب)
  4. ظروف خاصة / قاهرة.
  5. مشاكل أسرية
  6. الخوف من الفشل /البحث عن الكمال

كيف أعود لجو الدراسة وتخطي المعوقات ؟

  1. تنظيم العمل والتخطيط له
  2. تقسيم العمل لمهام صغيرة
  3. البدء بالأعمال المحببة والمشوقة.
  4. التقليل من الملهيات / المشغلات
  5. اختيار المهمة المناسبة (القيام بالأعمال المهمة المتصلة بالدراسة قبل أي عمل غير متصل بشكل مباشر بالهدف)
  6. الابتعاد عن المحبطين والاختلاط بالإيجابيين
  7. تقبل الانتقاد السلبي/ السيئ بأخذ الجانب الذي يدعمك في عملك.
  8. حفز نفسك بشكل مستمر بالهدايا/ إجازة أو بالطريقة التي تسعدك.
  9. اختيار مكان مريح للدراسة
  10. تنفيذ المهام بطرق مختلفة مثلا مهام كتابة : رسم خريطة ذهنية أو تسجيل صوتي للفكرة
  11. لاتجعل الهدف الوصول إلى الكمال بل الوصول إلى مستوى وأداء مرضي.

بالنسبة لي أبحث عن الحوافز في أشياء أسمعها أو أقرئها أو حتى أراها أمامي . أحيانا مثلا عبارة جميلة قد تصنع حافز جميل أو رؤية شخص يعمل بأمانة . كما وجدت أن بداية يوم جميل يساهم في صناعة يوم عامر بالتفاؤل وبالإنجاز مثلا في الصباح دائما يسلم حارس المبنى على الجميع بعبارة “صباح الخير” مع ابتسامه وكذلك بعض رجال الأمن في الجامعة بداية الصباح وهو سلوك إيجابي كافي لبث طاقة إيجابية تساعدني على العمل. محفز آخر هو التدوين والرد على الاستفسارات ، دائما أنجز أفضل بعد كتابة تدوينة من القلب !، المشاركة هي محفز داخلي جميل، أيضًا مشاركة الآخرين ممن يتمتعون بطاقة إيجابية وروح عالية . إحدى زميلاتنا أحب أن أتبادل معها الأحاديث وإن كان المنطلق يبدأ من محور دراسي لكن دائما ما تنتقل الأحاديث لمواضيع مختلفة وساخرة ونتبادل الضحكات تجعل المزاج جيد للعودة والعمل بجدية. نقطة آخرى متعلقة بالدراسة في الجامعة وبالتحديد مع الزملاء في القسم أن الدراسة في زملاء يشاركونك نفس الجو الدراسي يجعلني أتحفز للدراسة . ومن الحوافز أيضًا القيام بمهام تطوعية محببة للنفس بعيدة عن الدراسة ، تساعد كثيرًا في تغيير الأجواء والعودة للدراسة بروح مختلفة ، ساعدتني كثيرًا في التجديد والشعور بالرضا عن الذات وبذل المزيد .وأخيرًا الحوافز التشجيعية التي أتتني هذا الفصل الدراسي من خارج نطاق الجو الدراسي كانت جميلة ولها تأثير مميز من غرباء قابلتهم في أماكن مختلفة مثل المسجد ، عيادة الاسنان ، معرض المستجدين في الجامعة ، معرض الفن الوطني ، حفل ماهر زين! يلامسني أن شخص غريب لايعرف عنك شيء وتعامله معك لن يتجاوز دقائق يعرف كيف يترك في ذاتك كلمات جميلة وابتسامة مشرقة ودافع لايخبو! أذكر في أول أسبوع دراسي ذهبت لمعرض المستجدين وأردت الحصول على بطاقة إتحاد الطلبة الوطني فسألتني التي تقدم الخدمة وهي أيضًا طالبة :ماذا تدرسين ؟ قلت لها: “في مرحلة الدكتوراة” فقالت بحماس شديد : “رائع بعد سنتين ستصبحين بروفيسورة وأنت صغيرة”. كانت متحمسة جدًا لازلت أتذكر ابتسامة الحماسة في وجهها والتي لم يقابلني بها أحد من قبل ، الحماسة التي في وجهها اشعلت حماسة في داخلي للدراسة : ) وهذه هي الطاقة الإيجابية التي تصنع حياة . شاركونا ماهي محفزاتكم ؟ وأين وجدتوها

هل من أفكار واقتراحات ؟

20131224-011021 AM.jpg
*الصورة هي لجملة تحفيزية حفرتها على الايباد لتذكرني دائما بأن لاحدود للطموح والعيش بروح عالية دائما.

20 تعليق

  • تدوينة جميلة ياجميلة الروح
    أحياناً أحس بالتعب أو الضغط .. من الطريق التي أحرص عليها لأعود إلي حماسي:

    ١- تغيير مكان الدراسة .. مرة في مكتبة الجامعة، ومرة في مقهى ومرة أجتمع مع الزميلات للعمل بجانبهم.

    ٢- أكافئ نفسي بعد كل بحث أسلمه .. بعمل رحلة إلى مدينة أخرى أو رحلة تسوقية أخرج فيها عن ضغط الدراسة.

    ٣- تعليق الجمل الملهمة حولي، حتى تذكرني وتبعث الأمل فيني عندما أفقده للحظات.

    ٤- قراءة كتب أخرى بعيداً عن كتب الدراسة، فقراءة الكتب العلمية طوال الوقت وبشكل مستمر تنهك العقل والفكر وتجلب الملل لشخص أحياناً.

    شكرآً لك يا سمر على تدوينتك الرائعة، تسلم ايدينك ويسلم فكرك

  • شكرًا لاختيارك موضوع مهم جداً كهذا. حضرت مؤتمر AECT في أكتوبر الماضي في كاليفورنيا وتمت مناقشة هذا الموضوع في أحد حلقات النقاش. ذكر المتحدث أحد المقالات العلمية (لا يحضرني الاسم حاليا) عن الأسباب التي تؤثر على طلاب الدكتوراه وتمنعهم من إكمال الدراسة والحصول على الشهادة. ذكرتي في مقالك العديد من هذه الأسباب وأضيف من مقاله الإرتباط بأمور مهمة ولكن غير أكاديمية في الجامعة. أما بخصوص السعي للكمال فهذه نقطة أسهب في الحديث عنها لأنها تسرق وقت الطالب بشكل كبير. فيجب على الطالب الحذر منها خاصة عند تسليم الجزء المقرر من البحث/ الرسالة للمشرف.
    بالنسبة لي مؤخراً أصبحت مدونتك محفز ممتاز للعمل خاصة عندما لا أملك الكثير من الوقت للترويح عن النفس وعندما أشعر بالملل أو عندما يصيبني ما يسمى بالـ
    “writer’s block”
    أتوجه لمدونتك ومنها للمدونات التي ترفقين روابطها. بعد فترة بسيطة أجد نفسي مفتوحة للدراسة. فبعد الانتهاء من القراءة أشعر برغبة في تطبيق النصائح وتجريب الأدوات/ البرامج التي تتعلق بالبحث والمجال الأكاديمي. جزيتي خيراً على وقتك، وجهدك، ومشاركتك، فلها تأثير كبير.

    • من الجميل جدًا أن يتم طرح هذا الموضوع وعدم تجاهل حقيقة وجود محطات نشعر فيها بالخمول وغياب الحافز. شكرًا لك سها دعمك الجميل والمستمر يحفزني لتقديم الأفضل.

  • كثير ما أصاب ب الملل والإحباط واحتاج كلمه او تشجيع من احد احتاج لدرجات عاليه كي تحفزني اريد التغير في داخلي كلمه تقول انتي ذكيه لكن أدائي يقول أني مهملا
    مره من المرات بدأت اشعر ان تعبي لم يكون بحجم النتائج فكرت في طريقة دراستي بدأت اركز على أخطائي يوما بعد يوم حصل التغير المحاولة اكثر من مره بدأت اقرا وأشوف نصائح دكاتره وخبراء التنميه البشرية وقلت لنفسي خطوه بخطوه بدأت ب التركيز المراجعه الربط والخرائط الذهنية جداً يا سمر شعرت ب حماس لما اقوم به بدأت أتطلع لمصدر عده بدأت بمناقشة الدكاتره في المحاضرات بدأت ابحث عن عدة وسائل تعلميه ومنها مادة البحث العلمي التي كان يقوم بتدريسها بروفسور من باكستان حاولت اجد ملخصات عربي شي يضعني اول الطريق انطلقت
    غيرت مفاهيم بدأت أخاطب الناس بدأت أتعمق في مجال التنميه البشرية شعور جميل انك تشتغل على نفسك وتبحث عن العلم ولا تحصر نفسك بمقولة ( وانا ليه ادرس هذي الأشياء )
    بدات اقسم وقتي ابعد عن ما يشتت تفكيري وضعت هدف أمامي بداخلي أمل ان اصبح شي عظيم وهذا ما يجعلني اهتم بعلمي بداخلي شي يقول رب همه رفعت أمه والاهم من ذلك مصاحبة الناجحين من تخصصك وغيرهم وابتعدي عن السلبين وثقي بداخلك ان ربما يأتي يوم يثنى على إنجازك وانكي فتاة سعوديه نشأت في بيئة محافظه وأصبحت ناجحا لا تستحقري شي من الخير ابتسمي كل صباح وتذكري انه هبه من الله هذا اليوم عشي كل يوم على انه اخر يوم عيشي ب الحب والأمل والحياة والإصرار وقدري قيمة الحياة

  • درست مادة التعبير …. ثم درست مادة الانشاء ….
    هيهات ……مدونتك من طراز آخر …… هنيئا لك بنفسك ….وهنيئا لأهلك بك …. ارق تحية

  • سمعت لقاء معك في الاذاعة واشرت فيه الى مدونتك فتحت المدونة قرأت فيها الهمتني كثيرا هذه المدونة انا خلصت الماجستير ولم ادرس الدكتوراه لظروف لكن لا زال لدي الامل والاصرار للدراسة. شكرا على هذه المدونة الرائعة والافكار النيرة

  • سمر انا عندي استفسار واتمنى تساعديني

    انا فتاة غير سعودية حاصلة على دبلوم في المختبرات الطبية بمعدل ولله الحمد ممتاز لدي قبولات في جامعات اجنبية في استراليا وبريطانيا ، للبكالوريوس في جامعة ماكوري الاسترالية وجامعة كنغستون البريطانية والماجستير حيث ولله الحمد عندي قبول في جامعة امبيريال كولج لندن لكن العائق المالي هو مايحول دون سفري للدراسة بالاضافة الى اني اخطط للتقديم على جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بجدةالجامعة البحثية المميزة حقيقة ياسمر انا حائرة بين هذه الجامعات وماني عارفة كيف افي بمتطلبات كل واحدة

    بالنسبة لماكوري وامبريال لدي قبول مشروط بدرجة الايلتس

    وبالنسبة لجامعة الملك عبدالله يشترط الحصول على درجة عالية في اختبار GRE ماني عارفة كيف ابدء ومن وعلى ايش اركز الفترة الجاية

    تقدرين تنصحيني وتساعديني جزاك ربي كل خير

    • ماشاء الله تبارك الله أبارك لك تفوقك وطموحك. حددي الأولويات أولا في جامعة الملك عبدالله سيتم دفع كافة الرسوم وستكوني قريبة من أهلك والجامعة سمعتها ممتازة هذا خيار إذا كان الأفضل لك ركزي عليه وعلى متطلباته.
      الامبريال كوليج جامعة ممتازة ومن ضمن أفضل ٥ جامعات في بريطانيا والعالم. إذا حصلتي على منحة دراسية من الجامعة اعتقد ستغطي الريوم والسكن وبقية المصاريف عليك كطالبة ، أبحثي ماهي فرصهم في المنح الدراسية وماذا تشمل وماهي الدول التي أشملها، صديقتي مثلك ولكن مرحلة الدكتوراة حصلت على منحة دراسية من جامعة بريطانية وكان عليها دفع مصاريف بسيطة وتمكنت من الحصول على الدرجة العملية خلال ٣ سنوات .

      ركزي على الحصول على درجة ممتازة في اختبار الايلتس إذا كنت تميلين للسفر لبريطانيا ، اعملي حاليا على الايلتس و GRE لأن سواء درستي في السعودية أو بريطانيا ماستطورينه من مهارات في تعلم اللغة الإنجليزية وال GRE ستحتاجينها في دراستك لن تذهب سدى أبدا.

      انصحك قدمي على كل الفرص وحاول التقديم مبكرا على منح الجامعات البريطانية ، طالما لديك قبول الفرص موجودة وعالية. يوجد منح ومساعدات مالية من جهات آخرى وهناك منح من دولة الامارات للدراسة في بريطانيا مفتوحة لكل الجنسيات.

      إذا قررتي الدراسة في امبريال سأكون سعيدة بمصافحتك في لندن 🙂

      تحياتي

  • انا نفسي ادرس تخصص مسار بحثي بالنسبة لاستراليا التخصص هو medical sciecne

    بالنسبة لكنغستون فتخصصي هو Biomedicalsciecne

    اما امبريال فهو Biomedical research

    انا اميل لدراسةعلم ال الوراثة الطبية اكثر

  • السلام عليكم أخت سمر…
    انا حبيت كلاااااامك كثير ونصايحك وبجد تحمس الله يجزاك الجنه… بس حبيت اكلمك عن نفسي وعن معاناتي وابي نصيحتك لي .. أنا طالبة ماجستير بس لساتني في مرحلة اللغه ومن هنا معاناتي.. انا طلعت وانا ما اعرف ابد اي شئ وهذا الشئ اللي تعبني كثير لأنو بديت من الصفر كثير عندي مشاكل لدرجة اني كرهت اللغه وأبي ارجع بس فيه طموح داخلي انو اثابر بس المحفزات عندي صفر.. أبي نصيحتك لي… وسامحيني على الإطاله

  • مرحبا اخت سمر اولا اهنئك واشكرك على هذا المقال الرائع في صياغته والثمين في معانيه
    انا طالبة دكتوراه اعاني جدا واكرر جدا من غياب الحافز لانهاء البحث تصوري انه تبقى لدي اخر ترم من المدة الدراسيه المسموحه ولازلت غير متقدمه ابدا
    اعاني من تشتت وتذبب بالاضافه الى التهرب والخوف من مواجهة المشرف الذي لاذ يابى سوى اعطائي كميه من عبارات المحبطه من تهديد وغيره
    اعجبتني كثيرة فكرة موضوعك النادر طرحه شاكره لك ودعواتي لك بالتوفيق والجميع يارب

  • مقال جميل،بوركتِ أختي الفاضلة
    من طرائق تحفيز الدارسين التي ذكرت في مقالة الأستاذة-قراءة سير المنجزين ،وفعلا أجد أن قراءة سير المنجزين تمثِّل وقودًا يشعل جذوة الحماس لمواصلة المسير في إنجاز رسالتي
    ومن تلك التراجم الماتعة اللاهبة للحماس =رحلتي الفكرية للدكتور عبدالوهاب المسيري، و”جمر ورماد”للدكتور هشام شرابي

    ومن أعظم المُعينات المعنوية التي سيجد الباحث أثرها =حُسْن التوكل على الله وكثرة اللهج بـ لا حول ولا قوة إلا بالله
    فإن لها أثرا عجيبا لمن جربها،وأمثال هذه الدواعم المعنوية الإيمانية لا تنتج أثرها إلا لمن عمل بها مع صدق الاعتقاد بها،ويا بؤس من حُرِم منها..

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *