مهارات أكاديمية, يوميات أكاديمية

خواطر عن الكتابة الأكاديمية

قرأت يوم أمس هذه التدوينة بعنوان : هل أنت في نفس الصفحة كمشرفك . تتناول التدوينة شكوى طالبة دكتوراة من عدم وصول أفكارها التي كتبتها وبذلت في صياغتها الكثير من الوقت والجهد لمشرفيها .

Are you on the same page as your supervisor?

 

كانت المشكلة الحقيقة في أن الطالبة قدمت ما كتبته باعتباره خلاصة عمل متكامل فاكتشفت أنه مجرد أفكار مبعثرة ويعتبر قائمة ملاحظات أكثر من كونه كتابة بحثية . يقول الكاتب أنها بدأت في الكتابة في مرحلة مبكرة لم تتشبع فيها الأفكار بعد. وأشار غلى وجود عدة نماذج لطرق الكتابة منها صائغ المسودة ومنها المخطط ومنها نموذج البصلة. صائغ المسودة يكتب غالبًا المسودة تحمل أفكاره وهو ما حدث مع صاحبة المشكلة بينما المخطط لا يكتب إلا بعد جمع الملاحظات والأفكار وتحليلها. أما نموذج البصلة وقد أعجبني جدًا يتلخص في المرور من مرحلة الوصف إلى التحليل مرورًا بالإقناع والنقد.

Click to visit the original post

في الماضي كنت دائما أقراء بجدية كبيرة وأقرا الكثير من المصادر وأكتب بعض التعليقات بجانب المقالات وعلى نُسخ صفحات الكتب التي أقوم بتصويرها ، ثم بعد أن أجمع عدد كافي أبدا في وضع خطة بسيطة تحمل عناوين لكل قسم . كنت اعتقد هذه الخطة جيدة وعليها أبدا في الكتابة تحت كل قسم . كنت أبذل الكثير من الوقت والجهد ولكن دائما أشعر أن جهدي الذي ابذله في القراءة واستحضار أفضل الأفكار والمصادر لا يبرز أفكاري بشكل جيد. ماذا يحدث هنا؟ على الرغم من مراجعتي الدائمة والحثيثة وشعوري بالرضا من أن المقال شمل كل شيء , بعد مرور مدة حين أعود له أشعر أن هناك الكثير من الأمور الناقصة.

مع الوقت اكتشفت الحلقة المفقودة ، تشرب النص والفكرة والتعمق فيها . القراءة ثم التحليل والنقد ومن ثم التفكير في كتابة المسودة. المسودة نسخة أولى مبدئية قابلة للتعديل والتغير والحذف وإعادة الكتابة.في الماضي كنت أكتب مرة واحدة وأعدل وأحذف ، اكتشفت أنني أعمل فقط على مسودة واحدة لعملي وهذا خطا فادح. لأن المسودة لن تعكس تطور العمل للمستوى المطلوب . كتابة أوراق ملاحظات صغيرة تشبع الفكرة تحليلها ماذا يرى الكاتب ماذا أرى أنا كيف يمكن قبول الفكرة أو رفضها ما السبب ؟، ما هي مميزاتها ؟ . لاحظت أن وجود رأي لي في الفكرة وتوضيحه يغير الكثير في الكتابة يجعل لها طعم ولون وروح ويجعلني أقتنع وأفهم ماذا أكتب وماذا أقول ؟. تعلمت كلمات بسيطة تصن رؤية ناقدة تضيف قيمة للنص. لغة الكتابة تحول مقال يبدو تعيس في أفكاره إلى متميز إذا ما تم مراعاة طرق وأسلوب الكتابة خلال الأشهر الماضية أبحرت في رحلة طويلة لتعلم كل ما يمكنني تعلمه عن كتابة أكاديمية فعالة ( حضرت ورش عمل في الجامعة ، قرأت أفكار في مدونات ، استعرت كتب مفيدة ، واشتريت تطبيق خاص بالكتابة على جهازي ). ولازلت أبحث وأتعلم وأقرأ ما تعلمته خلال أشهر هدم كل شيء تعلمته عن الكتابة طوال حياتي ، بدأت أتعلم كيف أكتب وكأني أرسم لوحة ، أرسمها بدقة شديدة تحمل تفاصيل رائعة. أمنت أن الكتابة مهارة تحتاج إلى ممارسة متكررة لتصل لدرجة من السلاسة والوضوح والجمال. وأيقنت أن محاكاة النماذج الجيدة يساعد مع الممارسة في عثور الكاتب على نموذجه الخاص والفريد.

صورة لبرنامج الكتابة سكرفنر

اشتريت مؤخرًا برنامج Scrivener وبدأت في كتابة واجباتي من خلاله وتنسيق الأفكار . مستمتعة بفكرة وجود لوحة أكتب فيها كل ملاحظة تطرأ على بالي . حتى الآن كتبت كمية ملاحظات جيدة لواجب ، مقتنعة بما كتبت من صميم قلبي 🙂 ولكن متخوفة من الكتابة وتجميعها في نص خصوصًا وأني في منتصف كتاب هيلن ساورد والذي يشجعك ككاتب على المغامرة وعلى إضفاء روح وحياة للنص ويحذرك من الجمود والغموض.وختاما أترككم مع قراءات مفيدة صادفتها هذا الأسبوع:

 

هذا الأسبوع ابحرت مع هذا الكتاب القيم والذي أعتبره السبب الرئيسي في توقفي عن كتابة في الواجبات حتى أنهيه وأتشبع أفكاره. استعرته من مكتبة الجامعة ووجدت مالايقل عن عشر نسخ منه.

بما أني أقرأ كتاب ساحر لهيلين سورد الآن سأجزم بأن قواعدها السبعة في الكتابة مهمة جدًا لأي باحث ( تتضمن بعض أفكار الكتاب)

Seven secrets of stylish academic writing

مقال جميل عن تحويل ملاحظاتك التي تكتبها لمشروع كتابة باستخدام طريقة كرونيل(مبتكرها)

Turn your notes into writing using the Cornell method

عرض يشرح نموذج البصلة

Presenting the Onion

 

3 تعليقات

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *